فوق رؤوس بني إسرائيل بأمر اللّه لا يجادالظل عليهم «1»، و هناك من يقول إن زلزالاشديدا ضرب الجبل، بحيث كان يرى بنوإسرائيل ظل قمة الجبل على رؤوسهم من شدةالاهتزاز، و ترقبوا أن يسقط الجبل عليهم،لكن الزلزال هدأ بفضل اللّه و استقرّالجبل «2».
و يحتمل أيضا أن تكون قد انفصلت من الجبلصخرة عظيمة بأمر اللّه على أثر زلزال شديدأو صاعقة، و مرّت فوق رؤوسهم في لحظات،فرأوها و تصوروا أنها ستسقط عليهم.
مسألة رفع الجبل فوق بني إسرائيللتهديدهم عند أخذ الميثاق تثير سؤالا بشأنإمكان تحقيق الالتزام عن طريق التخويف والإرهاب.
هناك من قال: إن رفع الجبل فوقهم لا ينطويعلى إرهاب و تخويف أو إكراه، لأن أخذالميثاق بالإكراه لا قيمة له.
و الأصح أن نقول: لا مانع من إرغام الأفرادالمعاندين المتمردين على الرضوخ للحقبالقوّة. و هذا الإرغام مؤقت هدفه كسرأنفتهم و عنادهم و غرورهم، و من ثم دفعهمللفكر الصحيح، كي يؤدوا واجباتهم بعد ذلكعن إرادة و إختيار.
على أي حال، هذا الميثاق يرتبط بالمسائلالعملية، لا بالجانب الاعتقادي،فالمعتقدات لا يمكن تغييرها بالإكراه.
اختلف المفسرون في المقصود من جبل«الطّور»، منهم من قال: إنه نفس
1- مجمع البيان و تفاسير اخرى، ذيل الآية 171من سورة الأعراف. 2- المنار، في تفسير الآية المذكورة.