ادعاء اليهود المذكور في الآية الكريمةلا ينسجم مع أي منطق، إذ لا يمكن أن يكونبين أفراد البشر أي تفاوت في نيل الثواب والعقاب أمام اللّه سبحانه و تعالى.
بم استحق اليهود أن يكونوا مستثنين منالقانون العام للعقاب الإلهي؟! الآيةالكريمة تدحض مزاعمهم بدليل منطقي، وتفهمهم أن مزاعمهم هذه إمّا أن تكون قائمةعلى أساس عهد لهم اتخذوه عند اللّه، و لايوجد مثل هذا العهد، أو أن تكون منافترائهم الكذب على اللّه.
ثمّ تبيّن الآية الكريمة التّالية قانوناعاما يقوم على أساس المنطق و تقول:
بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَأَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ.
و هذا القانون عام يشمل المذنبين من كلفئة و قوم.
و بشأن المؤمنين الأتقياء، فهناك قانونعام شامل تبيّنه الآية التالية:
وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُواالصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُالْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ
الكسب و الاكتساب: الحصول على الشيء عنإرادة و اختيار، من هنا عبارة بَلى مَنْكَسَبَ سَيِّئَةً إشارة إلى أولئك الذينيرتكبون الذنوب عن علم و انتخاب. و تعبيرالآية بكلمة «كسب» قد يكون إشارة إلىالمحاسبة الخاطئة العاجلة التي يرتكبالمذنب على أساسها ذنبه ظانا أنه يكسببارتكاب الذنب نفعا، و يتحمل بتركه خسارة!و إلى مثل هؤلاء المذنبين تشير آية كريمةستأتي بعد عدد من الآيات إذ يقول سبحانه:أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاالْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ