امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 278
نمايش فراداده

عبارة أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِالْكِتابِ وَ تَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ، وسيأتي ذكرها).

ثم تذكر الآية إقرار القوم بالميثاق:ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَ أَنْتُمْتَشْهَدُونَ.

ثم يتعرض القرآن إلى نقض بني إسرائيلللميثاق، بقتل بعضهم و تشريد بعضهم الآخر:ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَأَنْفُسَكُمْ وَ تُخْرِجُونَ فَرِيقاًمِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ. و يشير القرآنإلى تعاون بعضهم ضد البعض الآخر:تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ.

ثم يشير إلى تناقض هؤلاء في مواقفهم، إذيحاربون بني جلدتهم و يخرجونهم من ديارهم،ثم يفدونهم إن وقعوا في الأسر: وَ إِنْيَأْتُوكُمْ أُسارى‏ تُفادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ.

فهم يفادونهم استنادا إلى أوامر التوراة،بينما يشردونهم و يقتلونهم خلافا لما أخذاللّه عليهم من ميثاق: أَ فَتُؤْمِنُونَبِبَعْضِ الْكِتابِ وَ تَكْفُرُونَبِبَعْضٍ؟! و من الطبيعي أن يكون هذاالانحراف سببا لانحطاط

الإنسان في الدنياو الآخرة:

فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَمِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَياةِالدُّنْيا وَ يَوْمَ الْقِيامَةِيُرَدُّونَ إِلى‏ أَشَدِّ الْعَذابِ.

و انحرافات أيّة أمة من الأمم لا بدّ أنتعود عليها بالنتائج الوخيمة، ذلك لأناللّه سبحانه و تعالى أحصاها عليهم بدقّة:وَ مَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّاتَعْمَلُونَ.

الآية الأخيرة تشير إلى تخبط بني إسرائيلو تناقضهم في مواقفهم، و المصير الطبيعيالذي ينتظرهم نتيجة لذلك: أُولئِكَالَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَالدُّنْيا بِالْآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُعَنْهُمُ الْعَذابُ وَ لا هُمْيُنْصَرُونَ.