المشركون ينبغي أن يكونوا أحرص من غيرهمعلى جمع المال و المتاع، لكن هؤلاء منأصحاب الادعاءات الفارغة، بلغوا من الحرصما لم يبلغه المشركون.
و بلغ شغفهم بالدنيا أنّه يَوَدُّأَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍلجمع مزيد من متاع الدنيا، أو خوفا من عقابالآخرة! لكن هذا العمر الذي يتمناه كل واحدمنهم لا يبعده عن العذاب، و لا يغيّر منمصيره شيئا وَ ما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِمِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ إذ كلشيء محصى لدى اللّه، و لا يعزب عن عملهشيء وَ اللَّهُ بَصِيرٌ بِمايَعْمَلُونَ.
في قوله تعالى: يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْيُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ ليس هذا العددالمعروف، بل يعني العمر الطويل المديد،فهو ليس للتعدد، بل للتكثير.
و ذهب بعض المفسرين إلى أن العرب لم تكنتعرف آنذاك عددا أكبر من الألف، و لم يكنلما يزيد على الألف اسم عند العرب، و لذلككان أبلغ تعبير عن الكثرة! «1».
2- تنكير الحياة في تعبير الآية وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِعَلى حَياةٍ تفيد- كما ذهب إلى ذلك جمع منالمفسرين- الاستهانة و التحقير، أي إنهؤلاء حريصون حتى على أتفه حياة و أرخصها وأشقاها، و يفضلونها على الآخرة «2».
1- المنار، ج 1، ص 331. 2- الميزان، ج 1، ص 230- المنار، ج 1، ص 390.