امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 321
نمايش فراداده

القرآن الكريم في هذه الآية يردّ على هذهالمزاعم و ينير قلوب المؤمنين «1».

و يقول: ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْنُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْمِثْلِها ... و ليس مثل هذا التغيير علىاللّه بعسير أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّاللَّهَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ؟!الآية التالية تؤكد مفهوم قدرة اللّهسبحانه و تعالى و حاكميته في السماوات والأرض و في الأحكام، فهو البصير بمصالحعباده: أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَلَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ، وفي هذه العبارة من الآية أيضا تثبيت لقلوبالمؤمنين، كي لا تتزلزل أمام حملاتالتشكيك هذه، و تستمر الآية في تعميق هذاالتثبيت، مؤكدة أن المجموعة المؤمنةينبغي أن تعتمد على اللّه وحده، و تستندإلى قوته و قدرته دون سواه، فليس في هذاالكون سند حقيقي سوى اللّه سبحانه: وَ مالَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّوَ لا نَصِيرٍ.

بحوث‏

1- هل يجوز النّسخ في الأحكام؟

النسخ في اللغة الإزالة، و في الاصطلاحتغيير حكم شرعي و إحلال حكم آخر محله، منذلك:

1- المسلمون كانوا يصلون بعد الهجرة تجاهبيت المقدس، و استمروا على ذلك ستة عشرشهرا، ثم نزل الأمر بتغيير القبلة، فوجبعلى المسلمين أن يصلوا تجاه الكعبة.

2- الآية 15 من سورة النساء قررت معاقبةالزانية بعد شهادة أربعة شهود بإمساكها فيالبيت حتى الوفاة، أو يجعل اللّه لهاسبيلا، و الآية الثانية من سورة

1- يحتمل أيضا أن تشير الآية إلى نسخ أحكامإسلامية اخرى، كما ذكر الفخر الرازي فيتفسيره، و سيد قطب في ظلاله.