امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 345
نمايش فراداده

واضح أن كل هذه الأمور لا يمكن أن تجد لهامفهوما بشأن اللّه سبحانه، و هو خالق عالمالوجود و القادر على كلّ شي‏ء، و هوالأزلي الأبدي.

أضف إلى ذلك، الولد يستلزم أن يكون الوالدجسما و اللّه منزّه عن ذلك «1».

2- تفسير كُنْ فَيَكُونُ‏

هذا التعبير ورد في آيات عديدة منها الآية47 و 59 من سورة آل عمران، و الآية 73 من سورةالأنعام، و الآية 40 من سورة النحل و الآية35 من سورة مريم، و الآية 82 من سورة يس، وغيرها، و المراد منها الإرادة التكوينيةللّه تعالى و حاكميته في الخليقة.

بعبارة أوضح: المقصود من جملة كُنْفَيَكُونُ ليس هو صدور الأمر اللفظي «كن»من قبل اللّه تعالى، بل المقصود تحققإرادة اللّه سبحانه حينما تقتضي إيجادشي‏ء من الأشياء، صغيرا بحجم الذّرة كان،أم كبيرا بحجم السماوات و الأرض، بسيطاكان أم معقدا، دون أن يحتاج في ذلك الإيجادإلى أية علّة اخرى، و دون أن تكون هناك أيةفترة زمنية بين الإرادة و الإيجاد.

لا يمكن للزمان أن يفصل بين الأمر والكينونة، و لذلك فإن الفاء في جملة«فيكون»، لا تدل على تأخير زمني كما هوالحال في الجمل الاخرى، بل إنها تدل فقطعلى التأخير في الرتبة (الفلسفة أثبتتتأخر المعلول عن العلة، و هذا التأخر ليسزمنيا، بل في الرتبة- تأمل بدقة-).

ليس المقصود أن الشي‏ء يصبح موجودا متىما أراد اللّه ذلك، بل المقصود أن الشي‏ءيصبح موجودا بالشكل الذي أراده اللّه.

على سبيل المثال، لو أراد اللّه أن يخلقالسماوات و الأرض في ستة أيّام،

1- هذه المسألة بحثناها في سورة الأنبياء،الآية 26، المجلد العاشر من هذا التّفسير.