النهوض بوجه عبدة الأصنام و تحطيمالأصنام، و الوقوف ببطولة في تلك المحاكمةالتاريخية، ثم إلقاؤه في وسط النيران. وثباته و رباطة جأشه في كل هذه المراحل.
الهجرة من أرض عبدة الأصنام و الابتعاد عنالوطن، و الاتجاه نحو أصقاع نائية لأداءرسالته ... و أمثالها «1».
كان كل واحد من هذه الاختبارات ثقيلا وصعبا حقّا، لكنه بقوة إيمانه نجح فيهاجميعا، و أثبت لياقته لمقام «الإمامة».
يتبين من الآية الكريمة التي نحن بصددها،أن منزلة الإمامة الممنوحة لإبراهيم عليهالسّلام بعد كل هذه الاختبارات، تفوقمنزلة النّبوة و الرسالة.
و لتوضيح ذلك نقول: إن للإمامة معانيمختلفة:
1- الإمامة بمعنى الرئاسة و الزعامة فيأمور الدنيا، (قال بذلك فريق من علماء أهلالسنة).
2- الإمامة بمعنى الرئاسة في أمور الدين والدنيا، (قال بذلك فريق آخر من علماء أهلالسنة).
3- الإمامة بمعنى تحقيق المناهج الدينيةبما في ذلك منهج الحكم بالمعنى الواسعللحكومة، و إجراء الحدود و أحكام اللّه، وتطبيق العدالة الاجتماعية، و تربيةالأفراد في محتواهم الداخلي و في سلوكهمالخارجي. و هذه المنزلة أسمى من منزلةالنّبوة و الرسالة، لأن منزلة النّبوة والرسالة تقتصر على إبلاغ أوامر اللّه، والبشارة و الإنذار، أمّا الإمامة فتشملمسئوليات النّبوة و الرسالة إضافة إلى
1- روي عن ابن عباس أنه استخرج اختباراتإبراهيم من أربع سور قرآنية فكانت ثلاثينموضعا (تفسير المنار، تفسير الآيةالمذكورة)، و خلاصتها ما ذكرناه.