امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 38
نمايش فراداده

البشرية نحو الإله الواحد الأحد، وانطلاقا من هذه الأهمية القصوى للقضاء علىالآلهة المتعددة جاء التأكيد القرآني بعدآية البسملة بقوله: الْحَمْدُ لِلَّهِرَبِّ الْعالَمِينَ.

و بهذا يرسم القرآن الكريم خط البطلان علىجميع الآلهة المزيفة و ارباب النوع و يلقيبها في وادي العدم مكانها الاوّلي، و يغرسمحلّها أزهار التوحيد و الاتحاد.

هذا التأكيد يتلوه الإنسان المسلم عشرمرات في صلواته اليومية- على الأقل- لتترسخفكرة التوحيد، و فكرة رفض ربوبية كلالأرباب و الآلهة، غير ربوبيّة اللّه ربّالعالمين.

2- ربوبية اللّه طريق لمعرفة اللّه‏

كلمة (الربّ)، و إن كانت تعني في الأصلالمالك و الصاحب، تتضمّن معنى الصاحبالمتعهّد بالتربية.

إمعان النظر في المسيرة التكامليةللموجودات الحيّة، و في التغييرات والتحولات التي تجري في عالم الجماد، و فيالظروف التي تتوفّر لتربية الموجودات، وفي تفاصيل هذه الحركات و العمليات، هوأفضل طريق لمعرفة اللّه.

و التنسيق اللاإرادي بين أعضاء جسدنا هونموذج حيّ لذلك.

لو واجهنا في حياتنا- مثلا- حادثة هامّةتتطلب منّا أن ننهض أمامها بقوة و حزم،فإنّ أوامر منسّقة تصدر خلال لحظة قصيرةإلى جميع أجزاء جسدنا بشكل لا إرادي. وبسرعة خاطفة يشتد ضربان قلبنا و تنفسنا، وتتجهز كل قوانا، و تتدفق المواد الغذائيةو الأوكسجين- المحمولة عن طريق الدم- إلىجميع الخلايا، و تتأهب الأعصاب و العضلاتللعمل و الحركة السريعة، و ترتفع قدرةتحمّل الإنسان للمتاعب و الآلام، و يغادرالنوم العيون، و يزول التعب من الأعضاء،