دماء. و ليس أفراد البشر آمنين هناك فحسب،بل الحيوانات و الطيور آمنة أيضا في هذهالبقعة، و لا يحق لأحد أن يمسها بسوء.
و في عالم يعجّ دوما بالنزاع و الصراع،يستطيع مثل هذا المركز الآمن أن يكون لهالأثر العميق في حل المشاكل و فضّالنزاعات، إذ يستطيع الفرقاء المتنازعونأن يجلسوا حول طاولة واحدة عند هذا البيتالآمن، و يفتحوا بينهم حورا قد يكون مقدمةلإزالة الخصومات و النزاعات.
و قد يتفق أن ترغب الأطراف المتنازعة فيإجراء مباحثات، لكنهم لا يتفقون على مكانمقبول و محترم و آمن لدى جميع الأطراف، والإسلام أقرّ مكة لتكون مركزا كهذا.
و اليوم، إذ المسلمون- مع الأسف الشديد-يعانون من ألوان النزاعات و الاختلافاتحريّ بهم أن يستفيدوا من قداسة هذا البيت وأمنه لفتح باب المحادثات بينهم، و لرفع مابينهم من اختلافات بفضل معنوية هذا المكانالمقدس. «1»
و صفت الكعبة بأنها بيت اللّه، و عبرتالآية عن الكعبة بـ «بيتي». و واضح أناللّه ليس بجسم، و لا يحده بيت، و لا يحتاجإلى ذلك، و هذه الإضافة هي «إضافةتشريفية» تبيّن قدسية الشيء الذي ينسبإلى اللّه، و لذلك كان شهر رمضان «شهراللّه» و كانت الكعبة «بيت اللّه».
1- بشأن أمن أرض مكة لنا بحث آخر في تفسيرالآية 35 من سورة إبراهيم. (راجع المجلدالسابع من هذا التّفسير).