امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 409
نمايش فراداده

الآية [سورة البقرة (2): آية 145]

وَ لَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُواالْكِتابَ بِكُلِّ آيَةٍ ما تَبِعُواقِبْلَتَكَ وَ ما أَنْتَ بِتابِعٍقِبْلَتَهُمْ وَ ما بَعْضُهُمْ بِتابِعٍقِبْلَةَ بَعْضٍ وَ لَئِنِ اتَّبَعْتَأَهْواءَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَالْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنَالظَّالِمِينَ (145)

التّفسير

لا يرضون بأيّ ثمن‏ مرّ بنا في تفسير الآية السابقة أن تغييرالقبلة من بيت المقدس إلى الكعبة لا يمكنأن يثير شبهة حول النّبي، بل إنه من دلائلصحة دعواه، فأهل الكتاب قد قرءوا عن صلاةالنّبي الموعود إلى قبلتين، لكن تعصبهممنعهم من قبول الحق.

و الإنسان، حين لا يواجه المسائل بقناعاتمسبقة، يكون مستعدا للتفاهم و لتصحيحتصوراته بالدليل و المنطق، أو عن طريقإراءة المعجزة.

أمّا حينما يكون قد كوّن له رأيا مسبقاقاطعا، و خاصّة حين يكون مثل هذا الفردجاهلا متعصبا، فلا يمكن تغيير رأيه بأيثمن.

لذلك تقول الآية: وَ لَئِنْ أَتَيْتَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بِكُلِّآيَةٍ ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ.

فلا تتعب نفسك إذن، لأن هؤلاء يأبونالاستسلام للحق، و لا توجد فيهم روح طلبالحقيقة.