امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 414
نمايش فراداده

ثم تتغير لهجة الآية إلى نوع من التحذير والتهديد لأولئك المفترين، و التشجيعللمحسنين فتقول: أَيْنَ ما تَكُونُوايَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً في تلكالمحكمة الكبرى حيث يتلقى كل جزاء عمله.

لا يتساوى المفترون و المشاغبون المخربونمع المحسنين المؤمنين، و لا بدّ من يومينال كل فريق جزاءه.

و قد يخال بعض أن جمع النّاس لمثل هذااليوم عجيب، فكيف تجتمع ذرات الترابالمتناثرة لترتدي ثانية حلّة الحياة؟!لذلك تجيب الآية بالقول: إِنَّ اللَّهَعَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.

هذه العبارة الأخيرة في الآية بمثابةالدليل على العبارة السابقة: أَيْنَ ماتَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُجَمِيعاً.

بحثان‏

1- يوم يجتمع أصحاب المهدي عليه السّلام‏

ورد عن أئمة أهل البيت عليهم السّلام فيتفسير أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُاللَّهُ جَمِيعاً أن المقصود بهم أصحابالمهدي عليه السّلام.

من ذلك‏

ما ورد في «روضة الكافي» عن «الإمامالباقر» عليه السّلام أنه تلا الفقرةالمذكورة من الآية ثم قال: «يعني أصحابالقائم الثلاثمائة و البضعة عشر رجلا، وهم و اللّه الأمّة المعدودة، قال: يجتمعونو اللّه في ساعة واحدة قزع «1» كقزعالخريف»

«2».

و روي عن الإمام علي بن موسى الرضا عليهالسّلام أيضا: «و ذلك و اللّه أن لو قامقائمنا يجمع اللّه إليه جميع شيعتنا منجميع البلدان»

«3».

1- أي يجتمعون كاجتماع قطع السحب الخريفيةلدى هبوب الريح.

2- نور الثقلين، ج 1، ص 139.

3- مجمع البيان، الآية.