ثم تتغير لهجة الآية إلى نوع من التحذير والتهديد لأولئك المفترين، و التشجيعللمحسنين فتقول: أَيْنَ ما تَكُونُوايَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً في تلكالمحكمة الكبرى حيث يتلقى كل جزاء عمله.
لا يتساوى المفترون و المشاغبون المخربونمع المحسنين المؤمنين، و لا بدّ من يومينال كل فريق جزاءه.
و قد يخال بعض أن جمع النّاس لمثل هذااليوم عجيب، فكيف تجتمع ذرات الترابالمتناثرة لترتدي ثانية حلّة الحياة؟!لذلك تجيب الآية بالقول: إِنَّ اللَّهَعَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
هذه العبارة الأخيرة في الآية بمثابةالدليل على العبارة السابقة: أَيْنَ ماتَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُجَمِيعاً.
ورد عن أئمة أهل البيت عليهم السّلام فيتفسير أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُاللَّهُ جَمِيعاً أن المقصود بهم أصحابالمهدي عليه السّلام.
من ذلك
ما ورد في «روضة الكافي» عن «الإمامالباقر» عليه السّلام أنه تلا الفقرةالمذكورة من الآية ثم قال: «يعني أصحابالقائم الثلاثمائة و البضعة عشر رجلا، وهم و اللّه الأمّة المعدودة، قال: يجتمعونو اللّه في ساعة واحدة قزع «1» كقزعالخريف»
«2».
و روي عن الإمام علي بن موسى الرضا عليهالسّلام أيضا: «و ذلك و اللّه أن لو قامقائمنا يجمع اللّه إليه جميع شيعتنا منجميع البلدان»
«3».
1- أي يجتمعون كاجتماع قطع السحب الخريفيةلدى هبوب الريح. 2- نور الثقلين، ج 1، ص 139. 3- مجمع البيان، الآية.