امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 47
نمايش فراداده

الحصر، هو توحيد العبادة و توحيد الأفعال.

نعم، نحن محتاجون إلى عونه حتى فيالعبودية و الطاعة، و لذلك ينبغي أننستعين به في ذلك أيضا، كي لا تتسرب إلىأنفسنا أوهام العجب و الرياء و أمثالها منالانحرافات التي تجهض عبوديتنا.

بعبارة اخرى: حين نقول إِيَّاكَ نَعْبُدُفان هذه الجملة يشم منها رائحةالاستقلالية، لذلك نتبعها مباشرة بعبارةإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، كي نجسّم حالةالأمر بين الأمرين (لا جبر و لا تفويض)، فيعباداتنا، و من ثمّ في كل أعمالنا.

2- استعمال صيغ الجمع في تعبير الآيات‏

كلمة «نعبد» و «نستعين» بصيغة الجمع تشيرإلى أن العبادة- خاصة الصلاة- تقوم علىأساس الجمع و الجماعة. و على العبد أنيستشعر وجوده ضمن الجمع و الجماعة، حتىحين يقف متضرّعا بين يدي اللّه، فما بالكفي المجالات الاخرى! و هذا الاتجاه فيالعبادة يعني رفض الإسلام لكل ألوانالفردية و الانعزال.

الصلاة خاصة- ابتداء من اذانها و إقامتهاحتى تسليمها- تدل على أن هذه العبادة هي فيالأصل ذات جانب اجتماعي، أي أنها ينبغي أنتؤدّى بشكل جماعة، صحيح أن الصلاة فرادىصحيحة في الإسلام، لكن العبادة الفرديةذات طابع فرعي ثانوي.

3- الاستعانة به في كل الأمور

يواجه الإنسان في مسيرته التكاملية قوىمضادة داخلية (في نفسه)، و خارجية (فيمجتمعه)، و يحتاج في مقاومة هذه القوىالمضادة إلى العون و المساعدة، و من هنايلزم على الإنسان عند ما ينهض صباحا أنيكرر عبارة