الحصر، هو توحيد العبادة و توحيد الأفعال.
نعم، نحن محتاجون إلى عونه حتى فيالعبودية و الطاعة، و لذلك ينبغي أننستعين به في ذلك أيضا، كي لا تتسرب إلىأنفسنا أوهام العجب و الرياء و أمثالها منالانحرافات التي تجهض عبوديتنا.
بعبارة اخرى: حين نقول إِيَّاكَ نَعْبُدُفان هذه الجملة يشم منها رائحةالاستقلالية، لذلك نتبعها مباشرة بعبارةإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، كي نجسّم حالةالأمر بين الأمرين (لا جبر و لا تفويض)، فيعباداتنا، و من ثمّ في كل أعمالنا.
كلمة «نعبد» و «نستعين» بصيغة الجمع تشيرإلى أن العبادة- خاصة الصلاة- تقوم علىأساس الجمع و الجماعة. و على العبد أنيستشعر وجوده ضمن الجمع و الجماعة، حتىحين يقف متضرّعا بين يدي اللّه، فما بالكفي المجالات الاخرى! و هذا الاتجاه فيالعبادة يعني رفض الإسلام لكل ألوانالفردية و الانعزال.
الصلاة خاصة- ابتداء من اذانها و إقامتهاحتى تسليمها- تدل على أن هذه العبادة هي فيالأصل ذات جانب اجتماعي، أي أنها ينبغي أنتؤدّى بشكل جماعة، صحيح أن الصلاة فرادىصحيحة في الإسلام، لكن العبادة الفرديةذات طابع فرعي ثانوي.
يواجه الإنسان في مسيرته التكاملية قوىمضادة داخلية (في نفسه)، و خارجية (فيمجتمعه)، و يحتاج في مقاومة هذه القوىالمضادة إلى العون و المساعدة، و من هنايلزم على الإنسان عند ما ينهض صباحا أنيكرر عبارة