امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 490
نمايش فراداده

بالواجب فقط و لا ينفق درهما في إيثار. والمحسنون الحقيقيون هم الذين ينفقون فيالمجالين معا.

يلفت النظر أن الآية ذكرت عبارة عَلى‏حُبِّهِ بعد الإنفاق المستحب. و لم تذكرذلك مع الزكاة الواجبة. و لعل ذلك يعود إلىأن أداء الحقوق الواجبة وظيفة إلهية واجتماعية، و الفقراء- في منطق الإسلام-شركاء في أموال الأغنياء، و دفع المالللشريك لا يحتاج إلى العبارة المذكورة.

الخامس من الأصول: الوفاء بالعهد: وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذاعاهَدُوا، فالثقة المتبادلة رأس مالالحياة الاجتماعية. و ترك الوفاء بالعهدمن الذنوب التي تزلزل الثقة و توهن عرىالعلاقات الاجتماعية، من هنا وجب علىالمسلم أن يلتزم بثلاثة أمور تجاه المسلمو الكافر، و إزاء البرّ و الفاجر، و هي:الوفاء بالعهد، و أداء الأمانة، و احترامالوالدين «1».

الأساس السادس و الأخير من أسس البرّ فينظر الإسلام: الصبر وَ الصَّابِرِينَ فِيالْبَأْساءِ (حال الفقر و المسكنة) وَالضَّرَّاءِ (حال المرض) وَ حِينَالْبَأْسِ (حال القتال مع الأعداء) «2».

ثم تؤكد الآية على أهمية الأسس الستة وعلى عظمة من يتجلّى بها، فتقول:

أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ.

صدقهم يتجلّى في انطباق أعمالهم و سلوكهممع إيمانهم و معتقداتهم، و تتجلى تقواهمفي التزامهم بواجبهم تجاه اللّه و تجاهالمحتاجين و المحرومين و كل المجتمعالإنساني.

1- أصول الكافي، ج 2، باب البر بالوالدين، ص129، حديث 15.

2- البأساء من البؤس و هو الفقر، و الضراءتعني الألم و المرض، و حين البأس أي حينالحرب (مجمع البيان، الآية).