و الذّوق الشّخصي، باسم القرآن، و بشكلتفسير للقرآن، مثل هذا الشخص لا يتّخذالقرآن هاديا و إماما، بل يتّخذه وسيلةلإثبات نظرياته و تبرير ذوقه و أفكاره.
هذا اللون من تفسير القرآن- أو قل تفسيرالأفكار الشخصية بالقرآن- راج بين جماعة،و ليس وراءه إلّا الانحراف ... الانحراف عنطريق اللّه ... و الانزلاق في متاهاتالضّلال.
إنّه ليس بتفسير، و إنّما هو قسر و فرض وتحميل ... ليس باستفتاء، و إنّما إفتاء ...ليس بهداية، و إنّما هو الضلال ... إنّه مسخو تفسير بالرأي، و نحن في منهجناالتّفسيري سوف لا ننحو- بإذن اللّه- هذاالنحو، بل نتّجه بكلّ قلوبنا و أفكارنانحو القرآن لنتتلمذ عليه، لا غير.
لكلّ عصر خصائصه و ضروراته و متطلّباته، وهي تنطلق من الأوضاع الاجتماعية والمتغيّرات الفكرية و المستجدّاتالثقافية الطارئة على مفاصل الحياة في ذلكالعصر.
و لكلّ عصر مشاكله و ملابساته الناتجة عنتغيير المجتمعات و الثقافات، و هو تغييرلا ينفك عن مسيرة المجتمع التأريخية.
المفكّر الفاعل في الحياة الاجتماعية هوذلك الذي فهم الضرورات و المتطلّبات، وأدرك المشاكل و الملابسات ... و بعبارة اخرىهو الذي استوعب مسائل عصره.
أمّا أولئك الّذين لا يدركون هذه المسائلإطلاقا، أو لا يتفاعلون معها بسبب عدمانتمائهم إلى عصرهم، أي بسبب فقدانهم عنصر«المعاصرة»، فهم الهامشيّون