امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 505
نمايش فراداده

بحوث‏

1- فلسفة الوصية

الإرث يوزع حسب القانون الإسلامي بنسبمعينة على عدد محدود من الأقارب، و قد يكونبين الأقارب و الأصدقاء و المعارف من لهحاجة ماسة إلى المال، و لكن لا سهم له فيقانون الإرث. و قد يكون بين الورثة من لهحاجة أكبر إلى المال من بقية الورثة.

من هنا وضع الإسلام قانون الوصية إلى جانبقانون الإرث، و أجاز للمسلم أن يتصرّف فيثلث أمواله (بعد الوفاة) بالشكل الذي يرشدلمل‏ء هذا الفراغ.

أضف إلى ما سبق، قد يرغب إنسان أن يعمل بعدمماته الخيرات التي ما أتيح له أن يعملهافي حياته، و منطق العقل يفرض أن لا يحرمهذا الشخص من مثل هذا العمل الخيري.

الوصية غير محصورة بالموارد المذكورةطبعا، بل على الإنسان أن يشخّص في وصيته مالديه من أمانات و ما عليه من ديون وأمثالها، حتى لا يبقى في أمواله شي‏ء مبهممن حقوق النّاس و حقوق اللّه.

النصوص الإسلامية أكّدت على ضرورة الوصيةكثيرا، من ذلك‏

ما روي عن رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم: «ما ينبغي لامرئ مسلم أن يبيت ليلةإلّا و وصيّته تحت رأسه»

«1» و المقصود بوضع الوصية تحت الرأسإعدادها و تهيئتها طبعا.

و في رواية اخرى: «من مات بغير وصيّة ماتميتة جاهليّة»

«2».

2- العدالة في الوصية

في الروايات الإسلامية تأكيد وافر على«عدم الجور» و «عدم الضرار» في‏

1- وسائل الشيعة، ج 13، ص 352.

2- نفس المصدر.