امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 514
نمايش فراداده

و عند ما يدخل الصائمون من هذا البابيرتوون حتى لا يظمأوا بعده أبدا «1».

الأثر الاجتماعي للصوم لا يخفى على أحد.فالصوم درس المساواة بين أفراد المجتمع.الموسرون يحسّون بما يعانيه الفقراءالمعسرون، و عن طريق الاقتصاد في استهلاكالمواد الغذائية يستطيعون أن يهبوالمساعدتهم.

قد يمكن تحسيس الأغنياء بما يعانيهالفقراء عن طريق الكلام و الخطابة، لكنالمسألة حين تتخذ طابعا حسّيّا عينيّا لهاالتأثير الأقوى و الأبلغ. الصوم يمنح هذهالمسألة الهامة الاجتماعية لونا حسيا،لذلك‏

يقول الإمام الصادق عليه السّلام في جوابعن سؤال بشأن علّة الصوم: «إنّما فرض اللّهالصّيام ليستوي به الغنيّ و الفقير، و ذلكإنّ الغنيّ لم يكن ليجد مسّ الجوع فيرحمالفقير، و إنّ الغنيّ كلّما أراد شيئا قدرعليه فأراد اللّه تعالى أن يسوّي بينخلقه، و أن يذيق الغنيّ مسّ الجوع و الألم،ليرقّ على الضّعيف و يرحم الجائع»

«2».

ترى، لو أن الدول الغنية في العالم صامتعدّة أيّام في السنة و ذاقت مرارة الجوع،فهل يبقى في العالم كل هذه الشعوبالجائعة؟!

الآثار الصحية للصوم‏

أهمية «الإمساك» في علاج أنواع الأمراضثابتة في الطب القديم و الحديث.

البحوث الطبية لا تخلو عادة من الحديث عنهذه المسألة، لأن العامل في كثير منالأمراض الإسراف في تناول الأطعمةالمختلفة. المواد الغذائية الزائدةتتراكم في الجسم على شكل مواد دهنية، وتدخل هي و المواد السكرية في الدم، و هذهالمواد الزائدة وسط صالح لتكاثر أنواعالميكروبات و الأمراض، و في هذه الحالةيكون الإمساك أفضل طريق لمكافحة هذهالأمراض، و للقضاء على هذه المزابل‏

1- بحار الأنوار، ج 96، ص 252.

2- وسائل الشيعة، ج 7، أول كتاب الصوم، ص 3.