امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 525
نمايش فراداده

يستجاب لهم»

«1».

ترك هذه الفريضة الإلهية (فريضة المراقبةالاجتماعية) يؤدي إلى خلوّ الساحةالاجتماعية من الصالحين، و تركهاللمفسدين، و عند ذاك لا أثر للدعاء، لأنهذا الوضع الفاسد نتيجة حتمية لأعمالالإنسان نفسه.

4- العمل بالمواثيق الإلهية، الإيمان والعمل الصالح و الأمانة و الصلاح من شروطاستجابة الدعاء، فمن لم يف بعهده أمامبارئه لا ينبغي أن يتوقع من اللّه استجابةدعائه.

جاء رجل إلى أمير المؤمنين علي عليهالسّلام، و شكا له عدم استجابة دعائه،فقال الإمام:

«إنّ قلوبكم خانت بثمان خصال:

أوّلها: إنّكم عرفتم اللّه فلم تؤدّواحقّه كما أوجب عليكم، فما أغنت عنكممعرفتكم شيئا.

و الثانية: إنّكم آمنتم برسوله ثمّ خالفتمسنّته، و أمتّم شريعته فأين ثمرةإيمانكم؟! و الثّالثة: إنّكم قرأتم كتابهالمنزل عليكم فلم تعملوا به، و قلتم سمعناو أطعنا ثمّ خالفتم! و الرّابعة: إنّكمقلتم تخافون من النّار، و أنتم في كلّ وقتتقدمون إليها بمعاصيكم فأين خوفكم؟! والخامسة: إنّكم قلتم ترغبون في الجنّة، وأنتم في كلّ وقت تفعلون ما يباعدكم منهافأين رغبتكم فيها؟

و السّادسة: إنّكم أكلتم نعمة المولى فلمتشكروا عليها! و السّابعة: إنّ اللّه أمركمبعداوة الشّيطان، و قال: إِنَّالشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّفَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا، فعاديتموه بلاقول، و واليتموه بلا مخالفة.

و الثّامنة: إنّكم جعلتم عيوب النّاس نصبأعينكم و عيوبكم وراء ظهوركم تلومون‏

1- نفس المصدر السابق.