و أما تسميتها بالبقرة، فمأخوذة من قصّةبقرة بني إسرائيل، التي سيأتي شرحها فيالآيات 67- 73 إن شاء اللّه.
وردت في فضيلة هذه السّورة نصوص عديدة فيالمصادر الاسلامية، منها:
روي عن رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم أنّه سئل أيّ سور القرآن أفضل؟ قال:«البقرة» قيل: أيّ آية البقرة أفضل؟ قال:«آية الكرسيّ» «1».
أفضلية هذه السور تعود على ما يبدو إلىجامعيتها. و أفضلية آية الكرسي تعود إلىمحتواها التوحيدي، و سيأتي ذكر ذلك فيتفسيرها بإذن اللّه. و هذا لا يتنافى معأفضلية سور اخرى من جهات اخرى. و
روى علي بن الحسين عليهما السّلام عنالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّهقال:
قال رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم: «من قرأ أربع آيات من أوّل البقرة،و آية الكرسيّ، و آيتين بعدها، و ثلاث آياتمن آخرها، لم ير في نفسه و ماله شيئا يكرههو لا يقربه الشّيطان، و لا ينسى القرآن»«2».
من اللازم هنا أن نعيد التأكيد على هذهالحقيقة، و هي إنّ ما ذكر من ثواب و فضيلة وجزاء لتلاوة بعض السور و الآيات الخاصة،لا يعني- إطلاقا- قراءتها بشكل أوراد، و لاالاكتفاء بترديد ألفاظها، بل التلاوةللفهم، و الفهم من أجل التفكير، و التفكيرلغرض العمل. و من الملاحظ أنّ كل فضيلةذكرت لآية أو سورة إنما تتناسب كثيرا معمحتوى السّورة و الآية.
ففي فضيلة سورة النور ذكر أنّ من يواظبعلى قراءتها يصونه اللّه و أولاده
1، 2- نور الثقلين، ج 1، ص 26. و مجمع البيان،ج 1، ص 32.