امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 71
نمايش فراداده

الكافرين، إضافة إلى ذلك، تعبير الآيةمطلق ليس فيه قيد يحدده بمعنى خاص.

بعض الروايات المنقولة عن أهل البيتعليهم السّلام تفسّر الغيب في الآية،بالمهدي الموعود المنتظر (سلام اللّهعليه) و الذي نعتقد بحياته و خفائه عنالأنظار، و هذا لا ينافي ما ذكرناه بشأنمعنى الغيب، لأن الروايات الواردة فيتفسير الآيات تبين غالبا مصاديق خاصةللآيات، دون أن تحدد الآيات بهذه المصاديقالخاصة، و سنرى في صفحات هذا التّفسيرأمثلة كثيرة لذلك. و الروايات المذكورةبشأن تفسير معنى الغيب، تستهدف في الواقعتوسيع نطاق معنى الإيمان بالغيب، ليشملحتى الإيمان بالمهدي المنتظر عليهالسّلام و يمكننا القول أنّ الغيب له معنىواسع قد نجد له بمرور الزمن مصاديق جديدة.

2- الارتباط باللّه:

الصفة الاخرى للمتقين هي أنهم يُقِيمُونَالصَّلاةَ.

«الصّلاة» باعتبارها رمز الارتباطباللّه، تجعل المؤمنين المنفتحين علىعالم ما وراء الطبيعة على ارتباط دائمبالخالق العظيم. فهم لا يحنون رؤوسهم إلّاأمام اللّه، و لا يستسلمون إلّا لربالسماوات و الأرض، و لذلك لا معنى في قاموسحياتهم لعبادة الأوثان، أو التسليم أمامالجبابرة و الطواغيت.

مثل هذا الإنسان يشعر أنّه أسمى من جميعالمخلوقات الاخرى، إذ أنّه منح لياقةالحديث مع ربّ العالمين، و هذا الإحساسالوجداني أكبر عامل في تربية الموجودالبشري.

الإنسان الذي يقف خمس مرات يوميّا أماماللّه، يتضرع إليه و يناجيه، ينطبع فكره وعمله و قوله بطابع إلهي، و مثل هذا الإنسانلا ينهج طريقا فيه سخط اللّه (على أن يكونتضرعه للّه صادرا عن أعماق قلبه و منطلقامن تمام وجوده) «1».

1- بشأن أهمية الصلاة و آثارها التربويةالكبرى، راجع تفسير الآية 114 من سورة هود(في المجلد السابع‏