امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 76
نمايش فراداده

بحثان‏

1- مواصلة طريق الإيمان و العمل:

الآيات المذكورة استعملت الفعل المضارعالذي يشير عادة إلى الاستمرار يؤمنونبالغيب- يقيمون الصلاة- ينفقون- و بالآخرةهم يوقنون. و هذا يعني أن المتقين والمؤمنين الحقيقيين هم الذين يواصلونمسيرتهم الحياتية بثبات و استمرار، دونتعثر أو تلكّؤ أو توقف.

هؤلاء ينطلقون منذ البدء بروح البحث عنالحق، و هذا يؤدي بهم إلى تلبية دعوةالقرآن، و القرآن بعد ذلك يوجد فيهمالخصائص الخمس المذكورة.

2- ما هي حقيقة التقوى؟

التقوى من الوقاية، أي الحفظ و الصيانة«1»، و هي بعبارة اخرى جهاز الكبح الداخليالذي يصون الإنسان أمام طغيان الشهوات.

لهذا السبب‏

وصف أمير المؤمنين علي عليه السّلامالتقوى بأنها الحصن الذي يقي الإنسانأخطار الانزلاق إذ قال: «اعلموا عباداللّه أنّ التّقوى دار حصن عزيز» «2».

و في النصوص الدينية و الأدبية تشبيهاتكثيرة تجسّم حالة التقوى، فعن الامام عليعليه السّلام قال: «ألا و إنّ التّقوىمطايا ذلل، حمل عليها أهلها، و أعطواأزمّتها، فأوردتهم الجنّة» «3».

الاولى- أولئك الذين يتصفون بالإيمانبالغيب، و بإقامة الصلاة، و بالإنفاق. والثانية- هم المؤمنون بالوحي السماوي وبالاخرة. نحن نستبعد كثيرا هذا التّفسير،لأن الصفات الخمس المذكورة مترابطة لايمكن التفكيك بينها، و كلها تصف مجموعةواحدة.

1- يقول الراغب في مفرداته: الوقاية حفظالشي‏ء ممّا يؤذيه و يضرّه، و التقوى جعلالنفس في وقاية ممّا يخاف، لذلك يسمىالخوف تارة تقوى بينما الخوف سبب للتقوى. وفي عرف الشرع، التقوى حفظ النفس عمّا يؤثم.و «كمال التقوى» اجتناب المشتبهات.

2- نهج البلاغة، الخطبة 157.

3- نهج البلاغة، الخطبة 16.