وَ إِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُواقالُوا: آمَنَّا، وَ إِذا خَلَوْا إِلىشَياطِينِهِمْ قالُوا: إِنَّا مَعَكُمْ،إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ!.
يؤكدون لشياطينهم أنهم معهم، و أن ولاءهمللمؤمنين ظاهري، هدفه الاستهزاء.
و بلهجة قويّة حاسمة يردّ القرآن الكريمعلى هؤلاء و يقول: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُبِهِمْ وَ يَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْيَعْمَهُونَ «1».
الآية الأخيرة توضّح المصير الأسودالمظلم لهؤلاء المنافقين، و خسارتهم فيسيرتهم الحياتية الضّالة: أُولئِكَالَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَبِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْوَ ما كانُوا مُهْتَدِينَ.
حينما تندلع الثورة في منطقة معينة، فإنمصالح الفئة الظالمة الناهبة المستبدةتتعرض للخطر حتما، خاصة إذا كانت الثورةمثل ثورة الإسلام تقوم على أساس الحقّ والعدالة. هذه الفئة تسعى للإطاحة بالثورةعن طريق السخريّة و الاستهزاء أوّلا، ثمّبالاستفادة من القوة المسلحة و الضغوطالاقتصادية، و التضليل الاجتماعي.
و حين تبدو في الأفق علامات انتصارالثورة، تعمد فئة من المعارضين إلى تغييرموقفها، فتستسلم ظاهريا، و تتحول فيالواقع إلى مجموعة معارضة سريّة.
هؤلاء يسمّون «منافقين» لانطوائهم علىشخصيتين مختلفتين (المنافق
1- يعمهون، من «العمه» أي التردّد فيالأمر، و أيضا بمعنى عمي القلب و البصيرةبسبب التحيّر (راجع: مفردات الراغب، و تفسير المنار، و قاموساللغة).