امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 2 -صفحه : 780/ 106
نمايش فراداده

(رجب، ذي القعدة، ذي الحجّة، محرم).

ثمّ تضيف الآية أنّ هذا القانون لا يخلوامن الاستثنائات، فلا ينبغي السّماح لبعضالمجموعات الفاسدة لاستغلال هذا القانونفي إشاعة الظلم و الفساد، فعلى الرّغم منأنّ الجهاد حرام في هذه الأشهر الحرم، ولكنّ الصد عن سبيل اللّه و الكفر به و هتكالمسجد الحرام و إخراج الساكنين فيه وأمثال ذلك أعظم إثما و جرما عند اللّه وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَ كُفْرٌبِهِ وَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُعِنْدَ اللَّهِ «1».

ثمّ تضيف الآية بأنّ إيجاد الفتنة و السعيفي إضلال الناس و حرفهم عن سبيل اللّه ودينه أعظم من القتل وَ الْفِتْنَةُأَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ لأنّ القتل ما هوإلّا جناية على جسم الإنسان، و الفتنةجناية على روح الإنسان و إيمانه «2»، ثمّإنّ الآية تحذّر المسلمين أن لا يقعوا تحتتأثير الإعلان الجاهلي للمشركين، لأنّهملا يقنعون منكم إلّا بترككم لدينكم إناستطاعوا وَ لا يَزالُونَيُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْعَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطاعُوا.

فينبغي على هذا الأساس أن تقفوا أمامهمبجزم و قوّة و لا تعتنوا بوسوساتهم وأراجيفهم حول الأشهر الحرم، ثمّ تنذرالآية المسلمين و تحذّرهم من الارتداد عندين اللّه وَ مَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْعَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَ هُوَ كافِرٌفَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِيالدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ أُولئِكَأَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ.

فما أشدّ عقاب المرتد عن الإسلام، لأنّذلك يبطل كلّما قدّمه الفرد من عمل صالح ويستحق بذلك العذاب الإلهي الأبدي.

و من الواضح أنّ الأعمال الصّالحة لهاآثار طيّبة في الدنيا و الآخرة،

1- «صدّ» مبتدأ، «كفر» و «إخراج أهله»معطوف عليه، و «اكبر» خبرها و هو ما ذهبإليه الطبرسي في «مجمع البيان» و القرطبيفي تفسير «الجامع».

2- قدمنا بحثا مفصلا عن معنى «الفتنة» فيذيل الآية (191) من هذه السورة المبحوثة.