«1» تخلّى الناس عن اليتامى، و عمد بعضهمعلى إخراج اليتيم من بيته، و أولئك الّذيناحتفظوا بهم في بيوتهم عزلوا طعامهم عنطعام اليتيم، و جعلوا لا يجالسونهم علىمائدة واحدة و لا يستفيدون ممّا بقي منطعامهم، بل يحتفظون به له لوجبات اخرى،فإن فسد يلقونه، كلّ ذلك ليتخلّصوا من أكلمال اليتامى، و اشتدّ ذلك على اليتامى وعلى من يرعاهم، فجاءوا إلى رسول اللّهصلّى الله عليه وآله وسلّم يخبرونه بذلك،فنزلت الآية.
الآية الاولى تجيب عن سؤالين حول الخمر والقمار يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ.
(الخمر) في اللّغة بقول الرّاغب بمعنىالغطاء و كلّ ما يخفي شيئا وراءه هو (خمار)بالرّغم من أنّ الخمار يستعمل في الاصطلاحلغطاء الرّأس بالنسبة للمرأة.
و في معجم مقاييس اللّغة ورد أنّ الأصل فيكلمة (الخمر) هو الدلالة على التغطية والاختلاط الخفي و قيل للخمر خمر، لأنّهسبب السكر الّذي يغطي على عقل الإنسان ويسلبه قدرة التمييز بين الحسنة و القبيح.
أمّا في الاصطلاح الشرعي فيأتي (الخمر)بمعنى كلّ مايع مسكر، سواء أخذ من العنب أوالزبيب أو التمر أو شيء آخر، بالرّغم منأنّ الوارد في اللّغة أسماء مختلفة لكلّواحد من أنواع المشروبات الكحوليّة.
(الميسر) من مادّة (اليسر) و إنّما سمّيبذلك لأنّ المقامر يستهدف الحصول على ثروةبيسر و دون عناء.
ثمّ تقول الآية في الجواب قُلْ فِيهِماإِثْمٌ كَبِيرٌ وَ مَنافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما.
1- النساء: 10.