امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 2 -صفحه : 780/ 194
نمايش فراداده

كونها تقع في وسط النّهار، فإنّ سبب نزولهذه الآية يدلّ على أنّ المقصود بالصّلاةالوسطى هو صلاة الظهر التي كان الناسيتخلّفون عنها لحرارة الجو، كما أنّ هناكروايات كثيرة تصرّح بأنّ الصلاة الوسطى هيصلاة الظّهر «1». و التأكيد على هذهالصّلاة كان بسبب حرارة الجو في الصّيف،أو بسبب انشغال الناس في امور الدنيا والكسب فلذلك كانوا لا يعيرون لها أهميّة،فنزلت الآية آنفة الذكر تبيّن أهميّة صلاةالوسطى و لزوم المحافظة عليها «2».

(قانتين) من مادّة (قنوت) و تأتي بمعنيين.

1- الطاعة و الإتّباع.

2- الخضوع و الخشوع و التّواضع.

و لا يبعد أن يكون المعنيان مرادين في هذهالآية، كما ورد في الحديث عن الإمامالصادق عليه السّلام في تفسير الآية وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ قال: «إقبالالرّجل على صلاته و محافظته على وقتهاحتّى لا يلهيه عنها و لا يشغله شي‏ء».

و في رواية اخرى قال:

و في الآية الثانية تؤكّد على أنّ المسلملا ينبغي له ترك الصلاة حتّى في أصعبالظروف و الشّرائط كما في ميدان القتال،غاية الأمر أنّ الكثير من شرائط الصّلاةفي هذا الحال تكون غير لازمة كالاتّجاهنحو القبلة و أداء الرّكوع و السّجودبالشكل الطبيعي، و لذا تقول الآية فَإِنْخِفْتُمْ فَرِجالًا أَوْ رُكْباناً.

سواء كان الخوف في حال الحرب أو من خطرآخر، فإنّ الصّلاة يجب أداءها

1- انظر الكتب الفقهية للاستزادة.

2- المشهور بين فقهاء الشيعة أن المرادمنها «صلاة الظهر» بل ادعي الإجماع علىذلك و من عدّة روايات معتبرة وردت في كتابوسائل الشيعة: ج 3 ص 14 الباب 5 أو هناك قولشاذ و ضعيف بأن المراد منها صلاة العصر «وذهب أغلب فقهاء أهل السنّة إلى هذا الرأي»و استدلوا على ذلك بعدّة روايات ضعيفةالسند و قد اعرض الأصحاب عنها (لمزيدالإيضاح راجع الكتب الفقهية).