امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 2 -صفحه : 780/ 217
نمايش فراداده

النفر المؤمن القليل خارجا من المدينةإلى ميادين الجهاد.

إلّا أنّ هذا الجيش الصغير انتابه القلقمن قلّته، فقالوا لطالوت: إننا لا طاقة لنابمقابلة جيش قويّ كثير العدد. غير أنّالذين كان لهم إيمان راسخ بيوم القيامة، وكانت محبّة اللّه قد ملأت قلوبهم، لميرهبوا كثرة العدوّ و قلّة عددهم، فخاطبواطالوت بكلّ شجاعة قائلين: قرّر ما تراهصالحا، فنحن معك حيثما ذهبت، و لسوفنجالدهم بهذا العدد القليل بحول اللّه وقوّته، و لطالما انتصر جيش صغير بعوناللّه على جيش كبير، و اللّه مع الصابرين.

فاستعدّ طالوت بجماعته القليلة المؤمنةللحرب، و دعوا اللّه أن يمنحهم الصبر والثبات، و عند التقاء الجيشين خرج جالوتمن بين صفوف عسكره و طلب المبارزة بصوت قويأثار الرعب في القلوب، فلم يجرأ أحد علىمنازلته، في تلك اللحظة خرج شاب اسمه داودمن بين جنود طالوت، و لعلّه لصغر سنّه، لميكن قد خاض حربا من قبل، بل كان قد جاء إلىميدان المعركة بأمر من أبيه ليكون بصحبةاخوته في صفوف جيش طالوت. و لكنّه كان سريعالحركة خفيفها، و بالمقلاع الذي كان بيدهرمى جالوت بحجرين- بمهارة شديدة- فأصاباجبهته و رأسه، فسقط على الأرض ميّتا وسطتعجّب جيشه و دهشتهم. و على أثر ذلك استولىالرعب و الهلع على جيش جالوت، و لم يلبثواحتّى ركنوا إلى الفرار من أمام جنود طالوتو انتصر بنو إسرائيل «1».

التّفسير

نعود إلى تفسير الآيات محلّ البحث في أوّلآية يخاطب اللّه تعالى نبيّه الكريم ويقول: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْبَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى‏إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْلَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِاللَّهِ.

1- عن مجمع البيان و الدر المنثور و قصصالقرآن باختصار.