امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 2 -صفحه : 780/ 218
نمايش فراداده

(الملأ) هم الجماعة يجتمعون على رأيفيملئون العيون رواء و منظرا و النفوسبهاء و جلالا و لذلك يقال لأشراف كلّ قوم(الملأ) لأنّهم بما لهم من مقام و منزلةيملأون العين.

هذه الآية- كما قلنا- تشير إلى جماعة كبيرةمن بني إسرائيل طلبوا بصوت واحد من نبيّهمأن يختار لهم أميرا و قائدا ليحاربوابقيادته (جالوت) الّذي كان يهدّد مجتمعهم ودينهم و اقتصادهم بالخطر.

و على الرّغم من أنّ الجماعة المذكورةكانت تريد أن تدفع العدو المعتدي الذيأخرجهم من أرضهم و يعيدوا ما أخذ منهم، فقدوصفت تلك الحرب بأنّها في سبيل اللّه، وبهذا يتبيّن أنّ ما يساعد على تحرّرالنّاس و خلاصهم من الأسر و رفع الظّلم والعدوان يعتبر في سبيل اللّه.

و قد ذكر البعض أنّ اسم ذلك النبي هو(شمعون) و ذكر آخرون بأنّه (إشموئيل) و بعض(يوشع) و لكنّ المشهور بين المفسّرين أنّه(إشموئيل) أي إسماعيل بلغة العرب، و بهذاوردت رواية عن الإمام الباقر عليه السّلامأيضا «1».

و لمّا كان نبيّهم يعرف فيهم الضعف والخوف قال لهم: يمكن أن يصدر إليكم الأمرللجهاد فلا تطيعون قالَ هَلْ عَسَيْتُمْإِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ أَلَّاتُقاتِلُوا.

و لكنّهم قالوا: كيف يمكن أن نتملّص منمحاربة العدو الذي أجلانا عن أوطاننا وفرّق بيننا و بين أبنائنا قالُوا وَ مالَنا أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِاللَّهِ وَ قَدْ أُخْرِجْنا مِنْدِيارِنا وَ أَبْنائِنا و بذلك أعلنوا و وتمسّكهم بالعهد.

و مع ذلك فإنّ هذا الجمع من بني إسرائيل لميمنعهم اسم اللّه و لا أمره و لا الحفاظعلى استقلالهم و الدفاع عن وجودهم و لاتحرير أبناءهم من نقض العهد،

1- مجمع البيان: ج 1 و 2 ص 350.