إبراهيم عليه السّلام من عودة كلّ جزء إلىأصله لا يتحقق. و في بعض الروايات أنّ هذهالطيور كانت طاووسا و ديكا و حمامة وغرابا، فكان الاختلاف بينها كبيرا، و يرىبعض أنّها مظهر للصفات و الخصال المختلفةفي البشر. فالطاوس يمثّل العجب و الخيلاء والتكبّر، و الديك يمثّل الرغبات الجنسيةالشديدة، و الحمامة تمثّل اللهو و اللعب،و الغراب يمثّل الآمال و المطامح البعيدة.
لم يرد في القرآن ذكر عدد الجبال التي وضععليها إبراهيم أجزاء الطيور، و لكنالأحاديث التي وصلتنا عن أهل البيت عليهمالسّلام تقول أنّها عشرة. و لهذا ورد فيالروايات: إنّ من يوصي بإنفاق جزء منأمواله في أمر من الأمور دون تعيين النسبةفإن صرف عشرة بالمائة يكفي «1».
4- متى وقعت هذه الحادثة؟
هل وقعت عند ما كان إبراهيم في بابل، أمبعد نزوله بالشام؟ يظهر أنّ ذلك قد حدث فيالشام، لأنّ منطقة بابل خالية من الجبال.
5- المعاد الجسماني
معظم الآيات الواردة في القرآن المجيدبشأن البعث تشرح و توضح المعاد الجسماني.إنّ العليم بالمفاهيم القرآنية الخاصّةبالمعاد يعلم أنّ ما يذكره القرآن هوالمعاد الجسماني فقط، أي عند ما يبعثالناس يكون البعث للجسم و الروح معا.
1- تفسير نور الثقلين: ج 1 ص 278.