لذلك فالقرآن يعبّر عن ذلك بأنّه إحياءالموتى، و لو كان البعث يقتصر على الروحلما كان للإحياء أي مفهوم.
و هذه الآية تشرح بكلّ وضوح كيفيّة تجمّعأجزاء الجسد المتناثرة، و هو ما رآهإبراهيم عليه السّلام بعينيه.
ما ذكرناه من الدافع الذي دفع بإبراهيمعليه السّلام إلى طلب مشاهدة إحياء الموتىو حكاية الجيفة التي كان يأكل منهاحيوانات البرّ و البحر، نفهم أنّ اهتمامإبراهيم عليه السّلام كان منصبّا على أنيعرف كيف يمكن إرجاع جسد ميّت إلى حالتهالأولى بعد أن أكلته الحيوانات و أصبحجزءا من أجساد تلك الحيوانات؟ و هذا مايطلق عليه في علم العقائد اسم «شبهة الآكلو المأكول».
لتوضيح ذلك نقول: إنّ اللّه سبحانه يعيدالإنسان في يوم القيامة بهذا الجسدالمادّي. و بعبارة أخرى يعود جسم الإنسان وتعود روحه أيضا.
في هذه الحالة يبرز تساؤل يقول: إذااستحال جسد الإنسان إلى تراب، و امتصّتهجذور الأشجار و النباتات و أصبح ثمرا أكلهإنسان آخر و غدا جزءا من جسده. أو إذاافترضنا مثلا سنوات قحط شديدة أكل فيهاإنسان لحم إنسان، فإلى أيّ جسد ستعود هذهالأجزاء المأكولة؟ فإذا غدت جزء من الجسدالأوّل أصبح الجسد الثاني ناقصا، و إنبقيت جزء من الجسد الثاني نقص الأول أوانعدم.
هذا الاعتراض القديم أجاب عليه الفلاسفةو علماء العقائد إجابات مختلفة لا نرىضرورة لدرجها جميعا هنا. و هناك آخرون لميستطيعوا أن يعثروا على جواب مقنع، فراحوايؤوّلون الآيات المرتبطة بالمعادالجسماني و عمدوا إلى