امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 2 -صفحه : 780/ 287
نمايش فراداده

و لذلك فإنّ جسم الآكل حين تسترجع منهالأجزاء ينحف و يصغر بنسبة ما يؤخذ منه.فالذي يزن ستين كيلو غراما، مثلا، حينيؤخذ منه أربعون كيلو غراما لتعطى للشخصالأوّل يصغر بحيث لا يزيد على وزن طفل.

و هل يسبّب هذا مشكلة؟ كلّا طبعا، لأنّهذا الجسد الصغير يكون حاويا على جميعصفات الشخص دون زيادة و لا نقصان، و عندالبعث يكون كالطفل الذي يولد صغيرا ثمّينمو و يكبر و يحشر بهيئة إنسان كامل. و ليسفي هذا النوع من النموّ عند البعث أيّإشكال عقلي أو نقلي.

هل هذا النموّ عند البعث فوريّ أمتدريجيّ؟ هذا ما لا نعلمه، و لكن الذينعلمه هو أنّه سواء أ كان هذا أم ذاك، فلايثير أيّة مشكلة، و المسألة محلولة فيكلتا الحالتين.

و يبقى سؤال واحد، و هو: إذا كان كلّ جسدالشخص الآكل مكوّنا من أجزاء جسد الشخصالمأكول، فما العمل؟

الجواب بسيط، لأنّ حالة كهذه مستحيلةالوجود، فقضية الآكل و المأكول تقتضي أنيكون هناك أوّلا جسد معيّن، ثمّ يتغذّىعلى جسد آخر و ينمو، و على هذا فلا يمكن أنتكون جميع أجزاء جسم الآكل متكونة منأجزاء جسم المأكول، إذ ينبغي أن نفترضأوّلا وجود جسم سابق حتى يمكن أن يتغذّىعلى جسم آخر، و عليه فإنّ جسم الثاني سوفيكون جزء من جسم الأوّل لا كلّه، فتأمّل.

يتّضح من هذا الشرح أنّ مسألة المعادالجسماني لجسم الإنسان نفسه ليس فيه أيّإشكال، و لا حاجة إلى تأويل الآياتالصريحة في إثبات هذا الموضوع.