امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 2 -صفحه : 780/ 295
نمايش فراداده

كالجهاد في سبيل اللّه و الأعمال ذاتالمنفعة العامّة التي تتطلّب بذل المال.

لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ.

تطمئن هذه الآية المنفقين أنّ أجرهممحفوظ عند اللّه لكي يواصلوا هذا الطريقبثقة و يقين. فما كان عند اللّه باق و لاينقص منه شي‏ء، بل أنّ عبارة (ربّهم) قدتشير إلى أن اللّه تعالى سيزيد في أجرهم وثوابهم.

وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْيَحْزَنُونَ.

سبق أن قلنا إنّ الخوف يكون من المستقبل،و الحزن على ما مضى. و عليه فإنّ المنفقينبعلمهم أنّ جزاءهم محفوظ عند اللّه لنينتابهم الخوف من يوم البعث الآتي، و لا هميحسّون بالحزن على ما أنفقوه في سبيلاللّه.

و ذهب البعض إلى أنّه لا خوف من الفقر والحقد و البخل و الغبن و أمثال ذلك و لا حزنعلى ما أنفقوا في سبيل اللّه.

و في الحديث الشريف عن رسول اللّه صلّىالله عليه وآله وسلّم قال: «من أسدى إلىمؤمن معروفا ثمّ آذاه بالكلام أو منّ عليهفقد أبطل صدقته»

«1» فالشخص الذي ينفق في سبيل اللّه و لميرتكب مثل هذه الأعمال بعد ذلك لا يخشىبطلان إنفاقه، و المفاهيم الإسلاميةتؤكّد دقّة الشريعة المقدّسة في هذاالمجال بحيث أنّ بعض العلماء الأقدمونقالوا: (إنّك إذا تصدّقت على شخص و تعلمأنّك إذا سلّمت عليه سيصعب عليه ذلكفيتذكر صدقتك عليه فلا تسلّم عليه) «2».

1- تفسير البرهان: ج 1 ص 253 ح 1.

2- تفسير أبو الفتوح الرازي: ج 2 ص 364.