السابقة من قبيل الإنفاق الخالص والإنفاق المشوب بالرياء أو المنّة و الأذىو كذلك الصلاة و الصوم و سائر الأحكامالشرعيّة و العقائد القلبيّة.
في ختام الآية تقول: وَ اللَّهُ عَلىكُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فهو عالم بكل شيءيجري في هذا العالم، و قادر أيضا على تشخيصاللّياقات و الملكات، و قادر أيضا علىمجازات المتخلّفين.
1- قد يتصوّر أنّ هذه الآية مخالفةللأحاديث الكثيرة التي تؤكّد على النيّةالمجرّدة، و لكنّ الجواب واضح، حيث إنّتلك الأحاديث تتعلق بالذنوب التي لهاتطبيقات خارجيّة و عمليّة بحيث تكونالنيّة مقدّمة لها من قبيل الظلم و الكذب وغصب حقوق الآخرين و أمثال ذلك، لا من قبيلالذنوب التي لها جنبة نفسيّة ذاتا و تعتبرمن الأعمال القلبيّة مثل (الشرك و الرياء وكتمان الشهادة).
و هناك تفسير آخر لهذه الآية، و هو أنّهيمكن أن يكون لعمل واحد صور مختلفة، مثلاالإنفاق تارة يكون في سبيل اللّه، و اخرىيكون للرياء و طلب الشهرة، فالآية تقول:أنّكم إذا أعلنتم نيّتكم أو أخفيتموهافإنّ اللّه تعالى أعلم بها و سيجازيكمعليها، فهي في الحقيقة إشارة إلى مضمون
الحديث الشريف «لا عمل إلّا بنيّة»
«1».
2- من الواضح أنّ قوله تعالى فَيَغْفِرُلِمَنْ يَشاءُ وَ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُأنّ إرادته لا تكون بدون دليل، بل أنّ عفوهأيضا يرتكز على دليل و مبرّر، و هو لياقةالشخص للعفو الإلهي، و هكذا في عقابه و عدمعفوه.
1- وسائل الشيعة: ج 1 ص 33.