فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْزَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَمِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ فيفسّرون هذهالآيات المتشابه وفقا لأهوائهم كيمايضلّوا الناس و يسبّهوا عليهم فَأَمَّاالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ «1»فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغاءَتَأْوِيلِهِ وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُإِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِيالْعِلْمِ.
ثمّ تضيف الآية: أنّ هؤلاء أي الراسخون فيالعلم بسبب دركهم الصحيح لمعنى المحكمات والمتشابهات يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِكُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا أجل وَ مايَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ.
في هذه الآية مباحث مهمّة ينبغي بحثهابشكل مستقل كلّ على حدة:
«المحكم» من «الإحكام» و هو المنع. و لهذايقال للمواضيع الثابتة القويّة «محكمة»أي أنّها تمنع عن نفسها عوامل الزوال. كماأنّ كلّ قول واضح و صريح لا يعتوره أيّاحتمال للخلاف يقال له «قول محكم».
و عليه فإنّ الآيات المحكمات هي الآياتذات المفاهيم الواضحة التي لا مجال للجدلو الخلاف بشأنها، كآية: قُلْ هُوَ اللَّهُأَحَدٌ «2» و لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ«3» و اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ «4» ولِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّالْأُنْثَيَيْنِ «5» و آلاف أخرى
1- «زيغ» في الأصل. بمعنى الانحراف عن الخطالمستقيم و التمايل إلى جهة، و الزيغ فيالقلب بمعنى الانحراف العقائدي عن صراطالمستقيم. 2- سورة الإخلاص: 1. 3- الشورى: 11. 4- الزمر: 26. 5- النساء: 11.