امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 2 -صفحه : 780/ 389
نمايش فراداده

فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْزَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَمِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ فيفسّرون هذهالآيات المتشابه وفقا لأهوائهم كيمايضلّوا الناس و يسبّهوا عليهم فَأَمَّاالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ «1»فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغاءَتَأْوِيلِهِ وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُإِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِيالْعِلْمِ.

ثمّ تضيف الآية: أنّ هؤلاء أي الراسخون فيالعلم بسبب دركهم الصحيح لمعنى المحكمات والمتشابهات يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِكُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا أجل وَ مايَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ.

بحوث‏

في هذه الآية مباحث مهمّة ينبغي بحثهابشكل مستقل كلّ على حدة:

1- ما المقصود بالآيات المحكمة والمتشابهة؟

«المحكم» من «الإحكام» و هو المنع. و لهذايقال للمواضيع الثابتة القويّة «محكمة»أي أنّها تمنع عن نفسها عوامل الزوال. كماأنّ كلّ قول واضح و صريح لا يعتوره أيّاحتمال للخلاف يقال له «قول محكم».

و عليه فإنّ الآيات المحكمات هي الآياتذات المفاهيم الواضحة التي لا مجال للجدلو الخلاف بشأنها، كآية: قُلْ هُوَ اللَّهُأَحَدٌ «2» و لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ«3» و اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ «4» ولِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّالْأُنْثَيَيْنِ «5» و آلاف أخرى‏

1- «زيغ» في الأصل. بمعنى الانحراف عن الخطالمستقيم و التمايل إلى جهة، و الزيغ فيالقلب بمعنى الانحراف العقائدي عن صراطالمستقيم.

2- سورة الإخلاص: 1.

3- الشورى: 11.

4- الزمر: 26.

5- النساء: 11.