فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُوَجْهِيَ لِلَّهِ وَ مَنِ اتَّبَعَنِ.
ثمّ يسأل أهل الكتاب و المشركين إن كانواهم أيضا قد أسلموا للّه و اتّبعوا الحقّفعليهم أن يخضعوا للمنطق وَ قُلْلِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَ أَسْلَمْتُمْ فَإِنْأَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا فإذا لميستسلموا للحقيقة المعروضة أمامهم،فإنّهم لا يكونون قد أسلموا للّه. عندئذ لاتمضي في مجادلتهم، لأنّ الكلام في هذهالحالة لا تأثير له، و ما عليك إلّا أنتبلّغ الرسالة لا غير وَ إِنْ تَوَلَّوْافَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ.
و من الواضح أن المراد ليس هو التسليماللساني و الادعائي، بل التسليم الحقيقي والعملي في مقابل الحق، فلو أنهم خضعواحقيقة للكلام الحق، فلا بدّ أن يؤمنوابدعوتك القائمة على المنطق و الدليلالواضح، و إلّا فإنهم غير مستسلمين للحق.
و الخلاصة: إن وظيفتك هي إبلاغ الرسالةالمشفوعة بالدليل و البرهان، فلو كانتلديهم روحية البحث عن الحقيقة فسوف يؤمنونحتما، و إلّا فإنك قد أديت واجبك تجاههم.
و في الختام يقول: وَ اللَّهُ بَصِيرٌبِالْعِبادِ فهو سبحانه يعلم المدّعي منالصادق و كذلك أغراض و دوافع المتحاجّين،و يرى أعمالهم الحسنة و القبيحة و يجازيكلّ شخص بعمله.
1- يستفاد من الآية ضمنيّا لزوم تجنّبمجادلة المعاندين الذين لا يخضعون للمنطقالسليم.