امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 2 -صفحه : 780/ 440
نمايش فراداده

مواجهته، ثمّ يحلمون فتح أعظم دول العالم.و عندئذ نزلت الآيات المذكورة.

التّفسير

بيده كلّ شي‏ء

دار الكلام في الآيات السابقة حولالمشركين و أهل الكتاب الذين كانوا يخصّونأنفسهم بالعزة و بالملك، و كيف أنّهمكانوا يرون أنفسهم في غنى عن الإسلام.فنزلت هاتان الآيتان تفنّدان مزاعمهمالباطلة يقول تعالى: قُلِ اللَّهُمَّمالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْتَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْتَشاءُ.

إنّ المالك الحقيقي للأشياء هو خالقها. وهو الذي يعطي لمن يشاء الملك و السلطان، أويسلبهما ممّن يشاء، فهو الذي يعز، و هوالذي يذل، و هو القادر على كلّ هذه الأمور،وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْتَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَعَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.

و لا حاجة للقول بأنّ مشيئة اللّه في هذهالآيات لا تعني أنّه يعطي بدون حساب و لاموجب، أو يأخذ بدون حساب و لا موجب، بل أنّمشيئته مبنيّة على الحكمة و النظام ومصلحة عالم الخلق و عالم الإنسانية عموما.و بناء على ذلك فإنّ أي عمل يقوم به إنّماهو خير عمل و أصحّه.

بِيَدِكَ الْخَيْرُ.

«خير» صيغة تفضيل يقصد بها تفضيل شي‏ءعلى شي‏ء، و الكلمة تطلق أيضا على كلّشي‏ء حسن. بدون مفهوم التفضيل، و الظاهرمن الآية مورد البحث أنها جاءت بالمعنىالثاني هذا، أي إن مصدر كلّ خير بيده و منهسبحانه.

و عبارة بِيَدِكَ الْخَيْرُ تحصر كلّالخير بيد اللّه من جهتين: