امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 2 -صفحه : 780/ 49
نمايش فراداده

المزاح و اللّمس و التماس البدني الّذيينتهي بالمقاربة الجنسيّة «1».

(فسوق) بمعنى الذّنب و الخروج من طاعةاللّه، و (جدال) تأتي بمعنى المكالمةالمقرونة بالنّزاع، و هي في الأصل بمعنىشدّ الحبل و لفّه، و من هذا استعملت فيالجدال بين اثنين، لأنّ كلّ منهما يشدّالكلام و يحاول إثبات صحّة رأيه و نظره.

و على كلّ حال، ورد هذا الأمر للحجّاج فيحرمة المقاربة مع الأزواج، و كذلك وجوباجتناب الكذب و الفحش (مع أنّ هذا العملحرام أيضا في غير مواضع الإحرام و لكنّهورد النهي عنه في أعمال الحجّ بالخصوص ضمنالمحرّمات الخمسة و العشرين على المحرم).

و كذلك من المحرّمات على المحرم في الحجّهو الجدال و القسم باللّه تعالى سواء كانعلى حقّ أم باطل، و هو قول (لا و اللّه، بلىو اللّه).

و هكذا ينبغي أن تكون أجواء الحجّ طاهرةمن التمتّعات الجنسيّة و كذلك من الذنوب والجدال العقيم و أمثال ذلك، لأنّها أجواءعباديّة تتطلّب الإخلاص و ترك اللّذائذالمادية و تقتبس روح الإنسان من ذلكالمحيط الطّاهر قوّة جديدة تسوقها إلىعالم آخر بعيدا عن عالم المادّة، و في نفسالوقت تقوّي الالفة و الاتحاد و الاتّفاقو الاخوّة بين المسلمين باجتناب كلّ ماينافي هذه الأمور.

و طبعا لكلّ واحد من هذه الأحكام الشرعيّةشروح و شرائط مذكورة في كتب مناسك الحجّالفقهيّة.

3- بعد ذلك تعقّب الآية و تبيّن المسائلالمعنويّة للحجّ و ما يتعلّق بالإخلاص وتقول وَ ما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍيَعْلَمْهُ اللَّهُ.

1- التحقيق في كلمات القرآن الكريم.