امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 2 -صفحه : 780/ 549
نمايش فراداده

يجادلكم يوم القيامة أمام اللّه ويدينكم، لأنكم خير عنصر و قوم في العالم، وأنتم أصحاب النبوّة و العقل و العلم والمنطق و الاستدلال!».

بهذا المنطق الواهي كان اليهود يسعونلنيل ميزة يتميّزون بها، من حيث علاقتهمباللّه، و من حيث العلم و المنطق والاستدلال، على الأقوام الأخرى. لذلكيردّهم اللّه في الآية التالية بقوله:

قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِيُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ واسِعٌعَلِيمٌ.

أي: قل لهم إنّ المواهب و النعم، سواء أكانت النبوّة و الاستدلالات العقليةالمنطقية، أم المفاخر الأخرى، هي جميعا مناللّه، يسبغها على من يشاء من المؤهّليناللائقين الجديرين بها. إنّ أحدا لم يأخذعليه عهدا و وعدا، و لا لأحد قرابة معه. إنّجوده و عفوه واسعان، و هو عليم بمنيستحقّهما.

يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ «1».

هذا توكيد لما سبق أيضا: إنّ اللّه يخصّ منعباده من يراه جديرا برحمته- بما في ذلكمقام النبوّة و القيادة- دون أن يستطيع أحدتحديده فهو صاحب الأفضال و النعم العظيمة.

و يستفاد ضمنا من هذه الآية الكريمة أنالفضل الإلهي إذا شمل بعض الناس دون بعض،فليس ذلك المحدودية الفضل الإلهي، بل بسببتفاوت القابليات فيهم.

خطط قديمة

تعتبر هذه الآيات، في الواقع، من آياتإعجاز القرآن، لأنّها تكشف أسرار

1- «فضل» بمعنى كلّ شي‏ء زاد عن المقداراللازم من المواهب و النعم، و هو معنىإيجابي و ممدوح. و لكن تارة يستبطن معنىمذموما و سلبيا، و ذلك عند ما يأتي بمعنىالخروج عن حدّ الاعتدال. و الميل إلىالإفراط، و يأتي غالبا بصيغة (فضول) جمع(فضل) كما في قولهم (فضول الكلام).