امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 2 -صفحه : 780/ 67
نمايش فراداده

2- و من المفسّرين من نقل عن ابن عباس أنّالآية المذكورة نزلت في سريّة (الرجيع) حيثبعث رسول اللّه مجموعة من الدعاة إلىالقبائل المتوطّنة أطراف المدينة، فدبّرتلهم مؤامرة لئيمة استشهدوا فيها «1».

و لكنّ سبب النّزول الأوّل أكثر انسجامامع مضمون الآيات، و على أيّ حال فالدرسالّذي تقدّمه الآية عام و شامل.

التّفسير

مصير المفسدين في الأرض

الآية الاولى تشير إلى بعض المنافقين حيثتقول وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَقَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلى‏ ما فِي قَلْبِهِوَ هُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ.

(ألد) تأتي بمعنى ذو العداوة الشديدة، وأصلها من (لديد) التي يراد بها طرفي الرقبةو كناية عن الشخص الّذي يغلب الأعداء منكلّ جانب، و (خصام) لها معنى مصدري و هوالخصومة و العداوة.

ثمّ تضيف الآية التالية بعض العلاماتالباطنيّة لعداوة مثل هذا الإنسان و هي:

وَ إِذا تَوَلَّى سَعى‏ فِي الْأَرْضِلِيُفْسِدَ فِيها وَ يُهْلِكَ الْحَرْثَوَ النَّسْلَ وَ اللَّهُ لا يُحِبُّالْفَسادَ.

أجل، فإنّ اللّه سبحانه و تعالى يفضحهؤلاء و يكشف سريرتهم، لأنّ هؤلاء لوكانوا صادقين في إيمانهم و إظهارهمالمحبّة لما أفسدوا في الأرض مطلقا و لمااعتدوا على مزارع الناس و أغنامهم بدونرحمة أو شفقة، فبالرّغم من أنّ ظاهرهمالمحبّة الخالصة إلّا أنّهم في الباطنأشدّ الناس قساوة و وحشيّة.

و احتمل كثير من المفسّرين أنّ المرادبقوله (إذا تولّى) أي إذا حكم، لأنّ‏

1- تفسير أبو الفتوح، ج 2، ص 140، قلمّا روىهذا السبب النّزول.