امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 2 -صفحه : 780/ 702
نمايش فراداده

لكونها تمثل دروسا كبيرة للمسلمين، و هيفي نفس الوقت تسلية للمؤمنين و تقويةلقلوبهم و تثبيت لأفئدتهم، لأن هذهالغزوة- كما أسلفنا- انتهت بسبب تجاهل بعضالرماة لأوامر النبي المشدّدة بالبقاء فيالثغرة، بنكسة المسلمين، و استشهاد ثلةكبيرة من أعيانهم و أبطال الإسلامالبارزين، و من جملتهم «حمزة» عم النبيصلّى الله عليه وآله وسلّم.

فقد حضر النبي مع جماعة من أصحابه في تلكالليلة، عند القتلى، و جلس عند كلّ واحد منالشهداء كرامة له و بكى عنده و استغفر له،ثمّ دفن جميع الشهداء عند «أحد» في جو منالحزن العميق، فكان المسلمون بحاجة- فيهذه اللحظات- إلى ما يمسح عنهم كآبةالعزيمة و مرارة الانكسار، و يقوي قلوبهمو يفيدهم درسا في نفس الوقت من نتائجالنكسة و عبرها- فنزلت الآيات المذكورةهنا.

التّفسير

دراسة نتائج غزوة أحد

في الآية الأولى من هذه الآيات حذرالمسلمون من أن يعتريهم اليأس و الفتوربسبب النكسة في معركة واحدة، و أن يتملكهمالحزن و ييأسوا من النصر النهائي، قالسبحانه: وَ لا تَهِنُوا وَ لا تَحْزَنُواوَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْمُؤْمِنِينَ.

أجل، لا يحسن بهم أن يشعروا بالوهن أويتملكهم الحزن لما حدث، فالرجال الواعونهم الذين يستفيدون الدروس من الهزائم كمايستفيدونها من الانتصارات و هم الذينيتعرفون في ضوء النكسات على نقاط الضعف فيأنفسهم أو مخططاتهم، و يقفون على مصدرالخطأ و الهزيمة، و يسعون لتحقيق النصرالنهائي بالقضاء على تلك الثغرات والنواقص و الوهن المذكور في الآية، هو- كمافي‏