امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 2 -صفحه : 780/ 75
نمايش فراداده

الآيتان [سورة البقرة (2): الآيات 208 الى 209]

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَ لاتَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِإِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208)فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ ماجاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ فَاعْلَمُواأَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209)

التّفسير

السّلام العالمي في ظلّ الإسلام

بعد الإشارة إلى الطائفتين (المؤمنينالمخلصين و المنافقين المفسدين) في الآياتالسابقة تدعو هذه الآيات الكريمة كلّالمؤمنين إلى السّلم و الصلح و تقول:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً.

(سلم) و (سلام) في اللّغة بمعنى الصّلح والهدوء و السكينة، و ذهب البعض إلىتفسيرها بمعنى الطّاعة، فتدعوا هذه الآيةالكريمة جميع المؤمنين إلى الصلح والسّلام و التسليم إلى أوامر اللّه تعالى،و يستفاد من مفهوم هذه الآية أنّ السّلاملا يتحقّق إلّا في ظلّ الإيمان، و أنّالمعايير و المفاهيم الأرضيّة و الماديّةغير قادرة على إطفاء نار الحروب نارالحروب في الدنيا، لأنّ عالم المادّة والتعلّق به مصدر جميع الاضطرابات والنّزاعات دائما، فلو لا القوّةالمعنويّة للايمان لكان الصّلح‏