امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 2 -صفحه : 780/ 770
نمايش فراداده

افرضوا أنكم لم تقتلوا في ساحات الجهاد والشرف، فهل يمكنكم أن تضمنوا لأنفسكم سناطويلا، و عمرا خالدا؟؟ هل يمكنكم أنتمنعوا الموت عن أنفسكم أبدا و دائما؟؟

فإذا لم يمكنكم تحاشي الموت- هذه النهايةالمحتّمة لكل نفس- فلما ذا تموتون فيالفراش بذل و هوان، و لا تختارون الشهادة والموت بشرف و عز في ساحات الجهاد ضد أعداءاللّه و أعداء الرسالة؟؟

ثمّ إن الآية الحاضرة تتضمن نقطة أخرى يجبالانتباه إليها و هي:

لقد عبّر القرآن عن المؤمنين في هذه الآيةبأنهم إخوان للمنافقين في حين لم يكنالمؤمنون إخوانا للمنافقين إطلاقا، فماهذه الأنواع من الملامة و التوبيخللمنافقين؟ فيكون المعنى هو: إنكم أيهاالمنافقون كنتم تعتبرون المؤمنين إخوانالكم فكيف تركتم نصرتهم في هذه اللحظاتالخطيرة؟ و لهذا أردف سبحانه هذه الكلمةلِإِخْوانِهِمْ بكلمة «الذين قعدوا» أيتقاعسوا عن المشاركة في المعركة.

فهل يصحّ أن يدعي الإنسان إخوته لآخر ثمّيخذله حين يحتاج إلى نصره و تأييده و يقعدعنه حين يحتاج إلى حمايته؟!