هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْيَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَالْغَمامِ وَ الْمَلائِكَةُ وَ قُضِيَالْأَمْرُ وَ إِلَى اللَّهِ تُرْجَعُالْأُمُورُ (210)
قد يبدو للوهلة الاولى أنّ في هذه الآيةالكريمة نوعا من الإبهام و التعقيد، لكنّذلك يزول عند إمعان النظر بتعبيراتها.
الآية تخاطب الرسول صلّى الله عليه وآلهوسلّم و تقول معقبّة على الآيات السابقة: أليست كلّ هذه الدلائل و الآيات و الأحكامالواضحة كافية لصدّ الإنسان عن الهلكة وانقاذه من براثين عدوّه المبين (الشيطان)،هل ينتظرون أن يأتي اللّه إليهم معالملائكة في وسط الغمامة و يطرح عليهم منالآيات و الدلائل أوضح ممّا سبق، و إنّ ذلكمحال، و على فرض كونه غير محال فإنّه لاضرورة لذلك: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْيَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَالْغَمامِ وَ الْمَلائِكَةُ وَ قُضِيَالْأَمْرُ «1».
أمّا ما هو المراد من «قضي الأمر» الواردفي الآية؟
ذهب المرحوم (الطبرسي) في مجمع البيان أنّمعناها انتهاء حساب البشر في
1- «ظلل» جمع «ظلة» يقال لكلّ شيء يصنعظلا، و «غمام» بمعنى السحاب.