امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 2 -صفحه : 780/ 80
نمايش فراداده

يوم القيامة و دخول أهل الجنّة إلى الجنّةو أهل النّار إلى النّار، و على هذا الأساسفالآية ناظرة إلى الآخرة في حين أنّ ظاهرالآية يتعلّق بهذه الحياة الدنيا، و لهذافليس من البعيد أن تكون هذه الآية إشارةإلى نزول العذاب الإلهي على الكفّارالمعاندين، و قد ورد في هذا المعنى في كلامالطبرسي و غيره من المفسّرين بعنوان أحدالاحتمالات.

و يمكن أن يكون المعنى إشارة إلى انتهاءمأموريّة التبليغ و بيان الحقائق الواردةفي الآية السابقة بعنوان (بيّنات)، و بهذايكون انتظار و توقع هؤلاء بلا معنى، فعلىفرض المحال إمكانيّة حضور اللّه تعالى والملائكة أمامهم فلا حاجة إلى ذلك كماذكرنا، لأنّ مستلزمات الهداية قد وضعتأمامهم بالقدر الكافي، و بناء على هذاالتفسير لا يوجد في الآية أي تقدير، والألفاظ بعينها قد فسّرت، و بهذا يكونالاستفهام الوارد في الآية استفهاماإنكاريّا.

و هناك من المفسّرين من لم ير الاستفهامفي الآية استنكاريّا، و اعتبره نوعا منالتهديد للمذنبين و لأولئك السائرين علىخطى الشيطان، سواء كان التهديد بعذابالآخرة أو الدنيا، و لهذا فهم يقدّرون قبلكلمة «اللّه» كلمة (أمر) فيكون المعنىحينئذ: (أ يريد هؤلاء بأعمالهم هذه أنيؤتيهم أمر اللّه و ملائكته لمعاقبتهم وتعذيبهم و لينالوا عذاب الدنيا أو الآخرةو ينتهي أمرهم و أعمالهم).

و لكنّ التفسير المذكور أعلاه أنسبالمعاني لهذه الآية ظاهرا و لا حاجة إلىالتقدير.

و الخلاصة أنّ لهذه الآية ثلاثة تفاسير:

1- أنّ المراد هو أنّ اللّه تعالى قد أتمّحجّته بمقدار كاف، فلا ينبغي للمعاندينتوقّع أن يأتيهم اللّه و الملائكة أمامهمو يبيّنوا لهم الحقائق، لأنّ هذا أمر محالو على فرض أنّه غير محال لا حاجة لذلك.

2- المراد هو أنّ هؤلاء مع عنادهم و عدمإيمانهم هل ينتظرون الأمر الإلهي‏