امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 3 -صفحه : 703/ 169
نمايش فراداده

يبقى أن نعرف أنّ سرّ تحريم هذا النمط منالزواج (أي التزوج بأختين في وقت واحد) فيالإسلام لعلّه أن بين الأختين بحكم مابينهما من نسب و رابطة طبيعية- علاقة حبّ ومودّة، فإذا أصبحتا متنافستين في ظلالانتماء إلى زوج واحد لم يمكنهما الحفاظعلى تلك المودّة و المحبّة و العلاقةالودية بطبيعة الحال، و بهذه الصورة يحدثهناك تضاد عاطفي في وجود كل من الأختينيضرّ بحياتهما، لأن كلّ واحدة منهماستعاني حينئذ و بصورة دائمية من صراعحالتين نفسيتين متضادتين هما دافع الحب، وغريزة التنافس، و هو صراع نفسي مقيت ينطويعلى مضاعفات خطيرة لا تحمد عقباها.

ثمّ إن بعض المفسّرين احتمل أن تعود جملةإِلَّا ما قَدْ سَلَفَ إلى كل المحارم منالنسوة اللاتي مرّ ذكرهنّ في مطلع الآيةفيكون المعنى: إذا كان قد أقدم أحد فيالجاهلية على التزوج بإحدى النساء المحرمعليه نكاحهنّ لم يشمله حكم تحريم الزواجبهنّ هذا، و كان ما نتج من ذلك الزواج الذيحرم في ما بعد من الأولاد شرعيين، و إن وجبعليهم بعد نزول هذه الآية أن يتخلوا عنتلكم النساء، و يفارقوهنّ.

و تناسب خاتمة هذه الآية أعني قوله سبحانهو تعالى: إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراًرَحِيماً هذا المعنى الأخير.