امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 3 -صفحه : 703/ 209
نمايش فراداده

الآية [سورة النساء (4): آية 33]

وَ لِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّاتَرَكَ الْوالِدانِ وَ الْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْفَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَكانَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ شَهِيداً (33)

التّفسير

يعود القرآن مرّة أخرى إلى مسألة الإرث إذيقول: وَ لِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ «1»مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ أي لكل رجل أو امرأة جعلناورثة يرثون ممّا ترك الوالدان و الأقربونالذي يجب أن يقسّم بينهم طبق برنامج خاص.

إنّ هذه العبارة هي- في الحقيقة- خلاصةأحكام الإرث التي مرّ ذكرها في الآياتالسابقة في مجال الأقرباء، و هي مقدمةلحكم سيأتي بيانه في ما بعد.

ثمّ إنّ اللّه تعالى يضيف قائلا: وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْفَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ أي ادفعوا إلىالذين عقدتم معهم عقدا نصيبهم من الإرث.

و التعبير عن الميثاق بعقد اليمين (و هوالعقد باليد اليمنى) لأجل أنّ الإنسان‏

1- «الموالي» جمع مولى، و هي في الأصل منمادة الولاية بمعنى الاتصال و الارتباط، وتطلق على جميع الأفراد الذين يرتبط بعضهمببعض بنوع من الارتباط، غاية ما هناكأنّها تكون في بعض الموارد بمعنى ارتباطالولي، مع أتباعه، و أمّا في الآيةالحاضرة فتكون بمعنى الورثة.