امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 3 -صفحه : 703/ 23
نمايش فراداده

حَسَناً «1» هذا مضافا إلى أن «محمّدا»يعتقد أنّ اللّه نهاكم عن أكل الرّبا، و هويعدكم أن يضاعف لكم إذا أنفقتم أضعافامضاعفة، و هو يشير إلى قوله تعالى:

يُرْبِي الصَّدَقاتِ «2».

و لكنّ «فنحاص» أنكر أنّه قال شيئا من هذهفي ما بعد فنزلت الآيتان المذكورتان أعلاه«3».

التّفسير

تقول الآية الأولى لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُقَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَفَقِيرٌ وَ نَحْنُ أَغْنِياءُ.

أي لو أنّ هؤلاء استطاعوا أن يخفوا عنالناس مقالتهم هذه فإن اللّه قد سمعها ويسمعها حرفا بحرف فلا مجال لإنكارها، فهويسمع و يدرك حتى ما عجزت أسماع الناس عنسماعها من

الأصوات الخفية جدا أو الأصواتالعالية جدا:

لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَقالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَ نَحْنُأَغْنِياءُ.

إذن فلا فائدة و لا جدوى في الإنكار، ثمّيقول سبحانه: سَنَكْتُبُ ما قالُوا أي أنما قالوه لم نسمعه فحسب، بل سنكتبه جميعه.

و من البديهي أن المراد من الكتابة ليس هوما تعارف بيننا من الكتابة و التدوين، بلالمراد هو حفظ آثار العمل التي تبقى خالدةفي العالم حسب قانون بقاء «الطاقة-المادة».

بل و حتى كتابة الملائكة الموكّلين من قبلاللّه بالبشر لضبط تصرفاتهم، هو الآخر نوعمن حفظ العمل الذي هو مرتبة أعلى منالكتابة المتعارفة.

ثمّ يقول: وَ قَتْلَهُمُ الْأَنْبِياءَأي أنّنا لا نكتفي بكتابة مقالاتهمالكافرة

1- الحديد، 11.

2- البقرة، 276.

3- أسباب النزول للواقدي، ص 99 و تفسير روحالبيان في تفسير هذه الآية.