امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 3 -صفحه : 703/ 246
نمايش فراداده

الآيتان [سورة النساء (4): الآيات 44 الى 45]

أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوانَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يَشْتَرُونَالضَّلالَةَ وَ يُرِيدُونَ أَنْتَضِلُّوا السَّبِيلَ (44) وَ اللَّهُأَعْلَمُ بِأَعْدائِكُمْ وَ كَفى‏بِاللَّهِ وَلِيًّا وَ كَفى‏ بِاللَّهِنَصِيراً (45)

التّفسير

في هذه الآيات يخاطب اللّه سبحانه نبيّهالكريم بعبارة حاكية عن التعجب والاستغراب قائلا: أَ لَمْ تَرَ إِلَىالَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَالْكِتابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ أيعجيب أمر هؤلاء الذين أتوا نصيبا منالكتاب السماوي، و لكنهم بدل أن يقوموابهداية الآخرين و إرشادهم في ضوء ما أوتوامن الهدى، فإنّهم يشترون الضلالة لأنفسهمو يريدون أن تضلوا أنتم أيضا.

و بهذا الطريق فإنّ ما نزل لهدايتهم وهداية الآخرين تحول إلى وسيلة لضلالهم وإضلال الآخرين بسوء نيّتهم، لأنّهم لميكونوا أبدا بصدد الحقيقة، بل كانواينظرون إلى كل شي‏ء بمنظار النفاق و الحسدو المادية السوداء.

ثمّ يقول سبحانه: إنّ هؤلاء و إن تظاهروابمظهر الأصدقاء لكم إلّا أنّهم أعداؤكمالحقيقيون وَ اللَّهُ أَعْلَمُبِأَعْدائِكُمْ.

و أية عداوة أشدّ و أكثر من أن يكرهواهدايتكم و يخالفوا سعادتكم، تارة