امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 3 -صفحه : 703/ 275
نمايش فراداده

الآية [سورة النساء (4): آية 58]

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْتُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى‏ أَهْلِهاوَ إِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْتَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَنِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَكانَ سَمِيعاً بَصِيراً (58)

سبب النّزول‏

و روي في تفسير مجمع البيان و تفاسيرإسلامية أخرى إنّ هذه الآية نزلت عند مادخل رسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّممكّة المكرمة منتصرا فاتحا، فاستحضرعثمان بن طلحة و كان سادن الكعبة فطلب منهمفتاح الكعبة المعظمة، ليطهرها منالأصنام و الأوثان الموضوعة فيها، فلمّافرغ النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم منذلك سأله العباس أن يعطيه المفتاح ليجمعله بين منصب السقاية و منصب السدانة الذيله في العرب شان و شاو مجيد (و الظاهر أنّالعباس أراد أن يستفيد من نفوذ و مكانة ابنأخيه الاجتماعية و السياسية لمصلحتهالشخصية)، و لكن النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم فعل خلاف ذلك، فإنّه بعد ما طهرالكعبة من الأصنام و الأوثان، أمر علياعليه السّلام أن يردّ المفتاح إلى «عثمانبن طلحة» ففعل ذلك و هو يتلو الآيةالحاضرة: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْأَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى‏أَهْلِها ... «1».

1- ذهب بعض المفسرين إلى أن الآية الحاضرةقبل فتح مكّة، و أنّ ما ذكر في سبب النزولليس بصحيح، و لكن ما