لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْإِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْمَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِوَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغاءَمَرْضاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِأَجْراً عَظِيماً (114)
لقد أشارت الآيات السابقة إلى اجتماعاتسرية شيطانية كان يعقدها بعض المنافقين أوأشباههم، و قد تطرقت الآية الأخيرة إلىهذا الأمر بشيء من التفصيل، و كلمة«النجوى» لا تعني الهمس فقط، بل تطلق علىكل اجتماع سري أيضا، لأنّها مشتقة منالمادة «نجوه» على وزن «دفعه» أي بمعنىالأرض المرتفعة، و بما أنّ الأرض المرتفعةتكون شبه معزولة عن الأراضي التي حولها، وأن الجلسات السرية و الهمس يتمّان بمعزلعن الأفراد الذين يكونون في الأراضيالمحيطة بها سمّيت هذه الأخيرة بالنجوى.
و يرى بعضهم أنّ كلمة «النجوى» مشتقة منمادة «النجاة» أي التحرر، و بمعنى أنالبقعة المرتفعة تكون بمنأى و منجى عن خطرالسيل، و إن الاجتماع السري أو الهمسيكونان بمنجى من معرفة الآخرين.