امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 3 -صفحه : 703/ 518
نمايش فراداده

المسيح عليه السّلام قد صلب و قتل على هذهالصورة، و قد جاء هذا القول في الفصولالأخيرة من هذه الأناجيل الأربعة «متى-لوقا- مرقس- يوحنا» و بصورة تفصيلية.

و المسيحيون اليوم يعتقدون بهذا الأمربصورة عامّة، و مسألة الصلب أو قتل المسيحعليه السّلام تعتبر اليوم أحد أهم المسائلالأساسية للديانة المسيحية، و نحن نعلمأنّ المسيحيين اليوم لا يعتبرون المسيحعليه السّلام مجرّد نبي أرسل لهداية وإرشاد البشرية، بل يعتقدون بأنّه «ابناللّه» من أركان الثالوث المقدس لديهم، ويزعمون بأنّ هدف مجي‏ء المسيح إلى هذاالعالم ليكون قربانا يفتدي بنفسه مقابلالخطايا و الآثام التي يرتكبها البشر.

فيقولون: إنّه جاء ليضحي بنفسه من أجلذنوبهم و خطاياهم، و قد صلب و قتل ليغسلبدمه ذنوب البشر، و لينقذ البشرية منالعقاب، و لذلك فهم يعتقدون بأنّ طريقالخلاص و النجاة من العذاب و العقاب هوالإيمان بهذا الموضوع.

و من هذا المنطلق فهم- أحيانا- يدعونالمسيحية بدين «الإنقاذ» أو دين «الفداء»و يسمّون المسيح عليه السّلام بـ «المنقذ»أو «المخلص» أو «الفادي».

و اعتمادهم المفرط على الصليب و اتخاذهشعارا لأنفسهم إنّما يرتكز على قضية القتلو الصلب هذه.

كانت تلك نبذة عن عقيدة المسيحيين حولمصير المسيح عليه السّلام.

أمّا المسلمون فلا يشك أحدهم ببطلان و زيفهذه العقيدة، و السبب هو أنّ المسيح عيسىبن مريم عليه السّلام، كان نبيّا كسائرأنبياء اللّه أوّلا، و لم يكن هو اللّه ولا ابن اللّه، لأن اللّه واحد أحد فرد صمدلا شبيه و لا مثيل و لا زوج له و لا ولد.

و ثانيا: إنّ مسألة الفداء و التضحية منأجل خطايا الآخرين، تعتبر مسألة بعيدة عنالمنطق كل البعد، فكل إنسان يؤاخذ بجريرتهو عمله، و إنّ طريق النجاة و الخلاص يكونفي الإيمان و العمل الصالح فقط.