إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدُّواعَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّواضَلالاً بَعِيداً (167) إِنَّ الَّذِينَكَفَرُوا وَ ظَلَمُوا لَمْ يَكُنِاللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَ لالِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً (168) إِلاَّطَرِيقَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيهاأَبَداً وَ كانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِيَسِيراً (169)
جرى البحث في الآيات السابقة حولالمؤمنين و غير المؤمنين، أمّا الآياتالثلاثة الأخيرة فهي تشير إلى مجموعةاختارت أقبح أنواع الكفر، فهؤلاء-بالإضافة- إلى انحرافهم و ضلالهم سعوا إلىتحريف و إضلال الآخرين، و قد ظلموا أنفسهمبفعلهم هذا و ظلموا الآخرين معهم لأنهم لميسيروا في طريق الحق و لم يسمحوا للآخرين-أيضا- باتّباع هذا السبيل، و الآيةالكريمة تصف هؤلاء بأنّهم في ضلال بعيد وذلك بقولها: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْضَلُّوا ضَلالًا بَعِيداً.
فلما ذا- يا ترى- استحق هؤلاء الإبعاد عنطريق الحق؟ إنّهم استحقوا ذلك لدعوتهمالآخرين إلى طريق الضلال، حيث من المستبعدجدّا أن يتخلوا عن طريق هم يدعون الآخرينلاتّباعه- فقط خلط هؤلاء كفرهم بالعناد، ووضعوا